الصفحة الرئيسية  أخبار عالميّة

أخبار عالميّة مأساة في عرض البحر.. ماذا حدث على متن اليخت الفاخر المنكوب في صقلية الذي تسبب في وفاة مليونير بريطاني وابنته؟

نشر في  22 أوت 2024  (10:47)

صرح المدير العام لجهاز الدفاع المدني في صقلية سالفاتوري كوكينا أن المليونير البريطاني مايك لينش، وابنته هانا لقيا حتفهما في حادث غرق اليخت الفاخر قبالة سواحل صقلية مؤخرا.

وكانت صحيفة "تلغراف" قد أفادت بأن المليونير البريطاني مايك لينش، المؤسس المشارك لشركة الحلول البرمجية Autonomy، كان من بين المفقودين بعد تحطم وغرق قارب شراعي فاخر قبالة سواحل صقلية.

 وكان خفر السواحل الإيطاليون قالوا في بيان أصدروه في وقت سابق الاثنين إنه "قرابة الساعة الخامسة من صباح اليوم (03,00 بتوقيت غرينيتش)، إثر عاصفة عنيفة، غرق مركب شراعي طوله 56 مترا، يحمل اسم "بايزيان" ويرفع العلم البريطاني، قبالة سواحل بورتيتشيلو"، وهي مدينة ساحلية تبعد حوالي 15 كيلومترا إلى الشرق من باليرمو.

وكان على متن المركب 12 راكبا وعشرة من أفراد الطاقم، غالبيتهم من البريطانيين، وفق وسائل إعلام إيطالية.

وقد أُنقذ 15 شخصا واعتُبر سبعة آخرون في عداد المفقودين في البداية، وهم أحد أفراد الطاقم وستة ركاب، من الجنسيات البريطانية والأمريكية والكندية. لكن عُثر في وقت لاحق على جثة أحد المفقودين السبعة في حطام المركب الشراعي وجرى سحبها.

ويُعدّ مايك لينش البالغ من العمر 59 عاما، أحد أشهر رواد الأعمال البريطانيين في مجال التكنولوجيا. ورفض ناطق باسم لينش في اتصال أجرته معه وكالة "فرانس برس"، التعليق على الموضوع.

وفي السنوات الأخيرة، جرى التداول بشكل رئيسي باسم رجل الأعمال في إطار محاكمته في قضية احتيال مرتبطة ببيع برمجيات "أوتونومي" لمجموعة "اتش بي" الأمريكية مقابل 11 مليار دولار في عام 2011.

واتهمت "اتش بي" برمجيات "أوتونومي" بتزوير حساباتها، آخذة خصوصا على مايك لينش تضخيمه إيرادات الشركة المعلنة ونمو الإيرادات والهوامش بشكل مصطنع.

وفي عام 2023، سلمت المملكة المتحدة لينش إلى الولايات المتحدة لمحاكمته في هذه القضية، لكن تمت تبرئته في يونيو بعد محاكمة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.

والحادث الذي وقع أمس، أعاد إلى الأذهان حادث غرق الغواصة «تيتان»، في منتصف العام الماضي، الذي كان يحمل على متنه، الملياردير والمستكشف البريطاني هيميش هاردينج، ورجل الأعمال من أصل باكستاني شاه زاده داوود، وابنه سليمان، والاثنان مواطنان بريطانيان، والمستكشف وعالم المحيطات الفرنسي بول هنري نارجوليه، والتي غرقت أثناء رحلتها لاستكشاف حطام السفينة «تيتانيك» بأعماق المحيط.

 وبحسب ما أعلنته السلطات الإيطالية، اليوم، غرق اليخت «بايزيان» إثر انقلابه قرب سواحل صقلية، بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث قالت السلطات الإيطالية إنه تم العثور على جثة واحدة، فيما لا يزال 6 أشخاص في عداد المفقودين، بينما أنقذ 15 شخصًا، وذلك وفقا لما نقلته وكالة «الأسوشييتد برس».

ووفقا لموقع BBC، فإن السفينة «بايزيان»، -التي كانت تحمل العلم البريطاني- يبلغ طولها 56 مترًا، كانت تحمل 22 شخصًا، 12 راكبًا، و10 من أفراد الطاقم، عندما ضربتها عاصفة شديدة، أثارت ما يشبه إعصارًا (أعمدة دوارة من الهواء والضباب)، في وقت مبكر من، أمس الاثنين.

  وذكرت التقارير أن السفينة كانت راسية في البحر، خارج الميناء في بورتيسيلو، وهي قرية صيد صغيرة تقع إلى الشرق من باليرمو، عندما ضربتها «عاصفة عنيفة»، حسبما وصف خفر السواحل الإيطالي، حيث كانت العاصفة شديدة لدرجة أنها تسببت في ظهور أعمدة مائية، أو أعمدة دوارة من الهواء والضباب، فوق البحر.

 وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» إن مرساة السفينة كانت في الأسفل عندما ضربت العاصفة، مما تسبب في كسر الصاري المصنوع من الألومنيوم الذي يبلغ طوله 72 مترًا (236 قدمًا) إلى نصفين، وفقدان السفينة لتوازنها وغرقها، لتختفي تحت الماء في وقت لاحق، وفشلت عملية البحث الأولى عن حطام السفينة على عمق 50 مترًا تحت سطح البحر.

وأوضحت الحماية المدنية والسلطات الإيطالية أن قطب التكنولوجيا البريطاني، مايك لينش و5 أشخاص آخرين فقدوا بعد غرق يختهم الفاخر خلال عاصفة غير عادية قبالة صقلية في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين، فيما نجت زوجة قطب التكنولوجيا البريطاني، و14 شخصًا آخرين، ونوهت خفر السواحل الإيطالي بأنه كان على متن السفينة طاقم من 10 أفراد و12 راكبًا.

ووفقا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، قال سالفو كوسينا، من وكالة الحماية المدنية في صقلية لوكالة «فرانس برس»، إن زوجة لينش، أنجيلا باكاريس، كانت بين 15 شخصًا تم إنقاذهم، لكن رجل الأعمال مايك لينش، وابنته هانا البالغة من العمر 18 عامًا، لا يزالان في عداد المفقودين، كما أن رئيس بنك مورجان ستانلي الدولي، جوناثان بلومر، ومحامي كليفورد تشانس، كريس مورفيلو، في عداد المفقودين أيضًا.

كانت عاصفة عنيفة قد ضربت المنطقة أثناء الليل، وضربت عاصفة مائية المكان الذي كانت ترسو فيه السفينة البريطانية التي يبلغ طولها 56 مترا.

 

 

وأوضح سالفو كوسينا، أن إعصارًا فوق الماء يُعرف باسم «الشاهق المائي» ضرب المنطقة خلال الليل، مضيفا: «لقد كانوا في المكان الخطأ»، مشيرًا إلى أن سفينة كبيرة أخرى قريبة، وهي سفينة السير روبرت بادن باول، لم تتضرر بشدة وساعدت في إنقاذ الناجين الـ15.

 ووفقا لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) وصحيفة «دي سيسيليا»، قال كارستن بورنر، قائد سفينة «السير روبرت بادن باول»، إنه لاحظ وجود «البايزيان» بالقرب أثناء العاصفة، ولكن بعد أن هدأت العاصفة رأى إشارة حمراء، وأدرك أن السفينة اختفت ببساطة، لافتًا إلى أنه وأحد أفراد الطاقم صعدا إلى قاربهما ووجدا قارب نجاة على متنه 15 شخصًا، بعضهم مصابون، ثم نقلوهم على متن القارب وأبلغوا خفر السواحل.

 وقال لوكا كاري، المتحدث باسم خدمة الإنقاذ من الحرائق، إنهم عادوا إلى الموقع بعد الساعة العاشرة مساء لمعرفة ما إذا كان من الممكن البحث خلال الليل، حيث من المتوقع أن تتدهور الظروف الجوية.

 وأضاف أن 8 من الذين تم إنقاذهم نقلوا إلى المستشفى، بينما تم نقل الآخرين إلى فندق، وعثر على جثة يعتقد أنها للطاهي بالقرب من الحطام.

  وشاركت في عمليات الإنقاذ طائرات هليكوبتر وقوارب إنقاذ من خفر السواحل ورجال الإطفاء والإنقاذ وخدمة الحماية المدنية.

وقال الصياد، فابيو سيفالو، إنه رأى إشارة ضوئية من الشاطئ حوالي الساعة 4:30 صباحًا، وانطلق على الفور إلى الموقع، ولكن بحلول الوقت الذي وصل فيه كان اليخت البايزي قد غرق بالفعل، ولم يتبق في الماء سوى الوسائد والخشب والعناصر الأخرى من اليخت الفاخر.

 وتعمل إدارة التحقيق في الحوادث البحرية بالمملكة المتحدة على إرسال فريق من 4 مفتشين إلى إيطاليا لإجراء تقييم أولي، فيما أشارت وزارة الخارجية البريطانية، إلى أنها «تقدم الدعم القنصلي لعدد من المواطنين البريطانيين وعائلاتهم».

 وكان «لينش» والذي وصف بأنه ملك التكنولوجيا في بريطانيا، في يونيو الماضي، يواجه قضية احتيال كبيرة في الولايات المتحدة، إذ تمت تبرئته الذي كان من تهم الاحتيال والتآمر المتعلقة باستحواذ شركة «هيوليت باكارد» على شركته «أوتونومي كورب» مقابل 11 مليار دولار.

 وجاءت أحكام البراءة في أعقاب محاكمة جنائية استمرت 11 أسبوعًا في سان فرانسيسكو، والتي بحثت في تاريخ استحواذ شركة «إتش بي» في عام 2011 على شركة «أوتونومي»، وهي شركة برمجيات تجارية أسسها لينش.

 ومثلت اتهامات الاحتيال تحولًا دراماتيكيًا في ثروات رجل الأعمال الذي وُصف ذات يوم بأنه بيل جيتس البريطاني، وهو اللقب الذي بدا أنه يرقى إلى مستوى هذا اللقب عندما حصل على 800 مليون دولار من بيع «أوتونومي».

 وكانت السفينة «بايزيان» مشهورة بصاريها الوحيدين اللذين يبلغ ارتفاعهما 75 مترًا (246 قدمًا)، وهو أحد أطول الصواري المصنوعة من الألمنيوم، في العالم، والذي كان يُضاء ليلًا، قبل ساعات قليلة من غرقها.

 وعرضت مواقع تأجير السفن على الإنترنت إيجار السفينة بما يصل إلى 195 ألف يورو (حوالي 215 ألف دولار) في الأسبوع.

 يمكن لليخت، الذي تم بناؤه في عام 2008 من قبل شركة (بيريني نيفي) Perini Navi الإيطالية، استيعاب 12 راكبًا في 4 حجرات مزدوجة، وثلاثية وجناح رئيسي، بالإضافة إلى أماكن إقامة الطاقم.

 كانت السفينة، التي كانت تسمى سابقًا «سالوت» عندما كانت تحلق تحت العلم الهولندي، تتميز بتصميم داخلي أنيق وبسيط من الخشب الفاتح مع لمسات يابانية صممها المصمم الفرنسي ريمي تيسييه، وفقًا للأوصاف والصور الموجودة على مواقع التأجير.

المصدر: تاس +RT+بي بي سي